إدارة الحرب في غزة: إسرائيل "القوة" وحماس "المقاومة

إسرائيلي عسكري رفيع المستوى قال إنه من غير المنطقي إيقاف كل الصواريخ التي تطلق من غزة على إسرائيل.

لكن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن إطلاق الصواريخ يمكن أن يقل وأن تكون الصواريخ أقل دقة في إصابة أهدافها، والفضل في ذلك يعود إلى الوجود العسكري على الأرض. فالهدف، وفق المصدر العسكري، لم يكن إعادة احتلال قطاع غزة.

الخطط العسكرية الإسرائيلية رسمت على أساس إزاحة حماس من السلطة، ولو تم إعطاء الأمر بتنفيذها فإنه من الممكن تحقيق هذا الهدف، على الرغم من أن ذلك سيطول من أمد الحملة العسكرية.

ويقول الجيش الإسرائيلي إن مقاتلي حماس لا يدخلون في معارك مع الجنود الإسرائيليين عن قرب. بدلا من ذلك فإنهم يستخدمون القنابل المفخخة وقذائف الهاون.

وتحاول إسرائيل أن تصرف عنها بعضا من التنديد الدولي الذي وجه إليها بسبب قتلها المدنيين واستخدامها القوات الجوية والبرية في منطقة يعيش فيها مليون ونصف المليون من البشر.

وتقول إسرائيل إن جهود الإغاثة تم إدماجها ضمن التخطيط العسكري.

ومن المستبعد أن يطمئن ذلك هؤلاء الذين يدعون إلى وقف فوري لإطلاق النار.

رسالة الى حزب الله
ومن الواضح أن إسرائيل تعتقد أنها ترسل رسالة أيضا إلى أعدائها الآخرين وخصوصا حزب الله في لبنان.

وتقول المصادر العسكرية الإسرائيلية إن إمكانيات حزب الله لم تقل ولكن إذا كان الحزب يريد جولة أخرى من القتال فعليه أن يدفع الثمن.

فقد تلقى الجيش الإسرائيلي ضربة قوية من حزب الله في حرب عام 2006. وتريد حماس أن تقلد ما فعله حزب الله مع الجيش الإسرائيلي. أما إسرائيل فلا تريد إعادة أخرى لما حدث آخر مرة عندما غزت لبنان.

وقد دخلت القوات الإسرائيلية البرية غزة من قبل من أجل إيقاف إطلاق الصواريخ، ولكنها فشلت.

هذه المرة وبعد أسبوع من الغارات الجوية فإن إسرائيل تعتقد أن القوة سوف تنجح لأنها تستخدم الكثير منها هذه المرة.

والجيش الإسرائيلي سيكون مشغولا بالطبع بالخسائر البشرية، لكنه مسلح بشكل جيد للغاية وقوي للغاية وهو جيش حديث.

كما أن جنوده يعرفون غزة جيدا وذلك من خلال احتلالهم للقطاع من عام 1967 وحتى سبتمبر 2005.

لكن على الرغم من ذلك فإنهم سيجدون من الصعوبة التحكم في الوضع عند الدخول إلى المناطق المكتظة بشريا، حيث المباني متراصة وبعض المخيمات عبارة عن مباني من طابق واحد وسقوفها من صفيح أو أسمنت.

تكرار درس حزب الله
ويؤمن مقاتلو حماس الذين يعرفون غزة بشكل أفضل من القوات الإسرائيلية في المقاومة والشهادة.

وسيكون هدفهم إعطاء الجيش الإسرائيلي نفس الإهانة التي تلقاها من حزب الله خلال حرب 2006.

ولكن بالرغم من كل تظاهرهم بذلك، فمن المستبعد أن يكون مقاتلو حماس في قوة حزب الله.

فالتضاريس الجبلية الوعرة الموجودة في جنوب لبنان لم تكن صالحة للمدرعات الإسرائيلية. أما غزة على الجانب الآخر فهي مسطحة ورملية.

ويعتقد أن حماس هربت إلى القطاع أسلحة عبر أنفاق على الحدود مع مصر ولكن من المستبعد أن يكون عندها الترسانة التي بحوذة حزب الله.

وعلى الرغم من ذلك سيكون مقاتلو حماس هم آخر الأبطال في العالم الإسلامي والذي تسيطر عليه عقيدة مقاومة إسرائيل وحليفتها أمريكا.

أما بالنسبة لحماس فإن مفهوم النصر سيتمثل في أنهم مازال في استطاعتهم القتال رغم كل هذه العوامل، فيما سيكون النصر بالنسبة لإسرائيل هو وقف إطلاق الصواريخ من غزة.